الحرب والنزاعات الكارثية التي تتعرض لها سوريا منذ أكثر من العقد من الزمن طالت كل شرائح وفئات المجتمع بلا استثناء وانعكست عليها جميعاً بأشكال وخيمة، والمرأة السورية التي كانت قبل هذه الأزمة تعاني معاناة مزدوجة، يرتبط شطرها الأول بالمعاناة العامة لكل المواطنين في بلادها التي أوصلت الوضع إلى حد الانفجار، فيما يرتبط شطرها الثاني بالموروث الذّكوري التاريخي المُتجذّر، الذي تحميه كلٌّ من المعتقدات الدينيّة والتقاليد العرفية، والذي ساهم الفساد بدوره في حمايته من التغيير التقدمي عبر عرقلته الشديدة لحركة تطور وتقدم المجتمع ككل
على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسات الدولية، لا يزال العنف ضد المرأة والفتيات من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا.
حيث يحتفل العالم في 25 نوفمبر/تشرين الثاني باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، لتجديد الدعوة إلى وقف أشكال العنف ضد كل النساء حول العالم. في عام 1981، وفي ذكرى الاغتيال الوحشى للأخوات ميرابال بأوامر حاكم الدومينيكان روفاييل تروخيليو عام 1960، اجتمع أنصار حماية حقوق المرأة في 25 نوفمبر/تشرين الثاني.
واتفق المعنيون بالدفاع عن حقوق المرأة في ذلك اليوم على تخصيص 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام يومًا عالميًا لمناهضة العنف ضد المرأة، وهو ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويرفع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة 2023 شعار “الاستثمار لمنع العنف ضد النساء والفتيات”، في كل البيئات، سواء في المنزل أو أماكن العمل أو المساحات عبر الإنترنت.
ويشير التقرير الأممي إلى أن الحل يكمن إلى حد كبير في الاستجابات القوية التي تستثمر في الوقاية، مشيرًا إلى أن الموارد الاقتصادية الضئيلة التي تخصصها الدول في هذا الصدد أمر “مثير للقلق”.
وتخصص 5% فقط من المساعدات الحكومية العالمية لمكافحة العنف ضد المرأة، يجري استثمار أقل من 0.2% في الوقاية منه، وسط تزايد الحاجة إلى المزيد من الموارد المالية للمنظمات النسائية.
حملة “اتحدوا”
ويمثل اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بداية لحملة “اتحدوا”، وهي 16 يومًا من النشاط لمناهضة أشكال العنف ضد النساء، تبدأ من 25 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 10 ديسمبر/كانون الأول.
وتدعو الحملة حكومات العالم إلى مشاركة كيفية الاستثمار في منع العنف ضد النساء تحت شعار “لا عذر”، كما تدعو النساء حول العالم إلى أن يكونوا مؤثرين بمشاركة رسالة هذا اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي.