علاقة الأطفال بالحرب أعمق مما قد نظن
فعلى النقيض من إصابات الحروب والنزاعات التي يراها الجميع، تتخفى إصابات أخرى لا يكاد أحد يبصرها، فليس لها لون الدم، ولا تنقذها الضمادات أو الجبائر البيضاء. وكما هو الحال في الإصابات الحسية، يظل الأطفال أيضا هم الأكثر هشاشة وعرضة لهذه الإصابات النفسية الخفية، فما يشهدونه خلال الحروب أو يشاهدونه أو يقرؤونه عنها يفوق قدرتهم على الفهم، أو التحمل، أو المقاومة، أو حتى الشفاء. حينها تصمت أفواههم فتتحدث أيديهم
يبدأ الأطفال منذ ولادتهم استكشاف محيطهم، ومع نموهم يستعينون بأدوات الرسم لنثر خربشاتهم ورسومهم على الورق أو الجدران أو حيثما سنحت لهم الفرصة، وشيئا فشيئا تحمل هذه الرسومات بعضا من أفكارهم وتمكنهم من التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم. إنهم يرسمون ليعبروا عن مخاوفهم أو حبهم أو سعادتهم، ويستخدمون الرسم لغة لوصف مشاعرهم التي يصعب عليهم وصفها بالكلام، كما تساعدهم الرسومات في تصوير بيئاتهم المحيطة، والعلاقة بين الأشياء والأشخاص من حولهم، وكذلك في ترجمة وتوضيح المعلومات التي يتعرضون لها والتجارب التي يخوضونها، وحتى التعبير عن ردة فعلهم تجاه ما يحدث حولهم وآرائهم فيه، واحتياجاتهم أيضا
البقاء في المخيمات لفترة طويلة تحديدا، بما يصحبها من آثار سلبية ومشاهد مؤلمة، تجربة يصعب على الأطفال الحديث عنها، لذا يلجؤون إلى الرسم ملاذا أخيرا للتعبير عما يعشوه خلال هذه التجربة، وأثرها عليهم، وما سببته لهم من أذى نفسي، إضافة إلى تعبيرهم عن رأيهم في الحدث نفسه، وهذا ما يدفعنا إلى دراسة وتحليل رسومات الأطفال الناجين من الحرب لفهم كل ذلك، ولمساعدتهم على تخفيف آثار الحرب النفسية، وتحديد الوسائل الأمثل لعلاجهم ودعمهم
#منظمة #شمس #مخيم #الهول