منذ ان بدأت منظمة شمس للتأهيل و التنمية بمزاولة أنشطتها في مخيم الهول وهي تصبو الى تحقيق غايتها بمكافحة العنف عن طريق استهداف نساء و أطفال الذين يقطنون مخيم الهول من خلال عدة أنشطة لبناء القدرات وتحرير العقول من القيود المعتادة وذلك لحماية الأطفال والكبار الراشدين وحمايتهم من التعرض للأذى وأنواع العنف المختلفة من خلال تقديم مجموعة من البرامج و الأنشطة الرئيسية للعمل معا كي نجعل مجتمعاتنا أكثر أمانا , فالشعور بالأمان مسؤوليتنا جميعا
وخلال هذه الفترة كان هناك العديد من قصص النجاح حيث استطاعت منظمة شمس من تغيير أفكار البعض من قاطني المخيم وخاصة الأفكار المتطرفة من خلال عقد أنشطة الدعم النفسي (نساء-أطفال) وبرامج محو الأمية ( نساء-اطفال) و جلسات التوعية ( العنف القائم على النوع الاجتماعي)
وعلى سبيل المثال و ليس الحصر هذه القصة :
فاطمة سيدة تبلغ من العمر 35 عاما و هي تنحدر من منطقة في ريف دير الزور و التي تنتشر فيها عادة منع الفتيات من التعلم , التي نزحت مع عائلتها الى مخيم الهول
وفي هذه الاثناء سمعت من بعض النساء التي كن شاركن في أنشطة منظمة شمس للتأهيل و التنمية وخاصة نشاط محو الامية والتي طلبن منها ان تشارك في هذه الأنشطة وذلك بسبب انهم يحملون فكرا مختلفا عن فكرها وأيضا انها لم تكن مقتنعة بانها تستطيع التعليم بعد هذا العمر .
ولكن بعد ان وجدت ان النساء المشاركات في نشاط محو الامية في مقر منظمة شمس ضمن المخيم اصبحن قادرات على القراءة و الكتابة و مساعدة أطفالهن فقررت المشاركة في أنشطة منظمة شمس .
في البداية لم تكن تتفاعل مع و المدرسين الا انها بعد حضورها عدد من الجلسات أصبحت تشارك وتزداد مشاركتها في الأنشطة تدريجيا الى ان أصبحت تشارك بفعالية .
و بعد انتهاء دروس محو الامية أصبحت قادرة على القراءة والكتابة وقالت :
( أخر ما كنت اتوقعه ان اتعلم و اصبح قادرة على القراءة و الكتابة في مخيم الهول ) ومن ثم أصبحت تشارك في أنشطة أخرى مثل أنشطة الدعم النفسي و أصبحت من السيدات الأكثر تفاعلا في الأنشطة .
ولم تكتفي بذلك حيث أصبحت ترسل اطفالها للمشاركة في أنشطة منظمة شمس التي تستهدف الأطفال مثل نشاط محو الأمية للأطفال و نشاط الدعم النفسي للأطفال .
بذلك يكون تفكيرها قد تغير جذريا من الفكر المتطرف جدا الى فكر يتقبل الاخرين وأيضا أصبحت تشجع نساء اخريات للمشاركة في أنشطة منظمة شمس .